المصدر: جريدة الاهرام 23/3/2016
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى، أن أعظم إنجازات ثورتى المصريين هو القضاء على احتكار السلطة أو البقاء فيها ضد إرادة الشعب المصري. ونوه بأن الأولوية خلال المرحلة الراهنة هى الحفاظ على الدولة المصرية وصيانة مؤسساتها، مع العمل على إصلاحها.
جاء ذلك خلال اجتماعه أمس الذى استمر 3 ساعات مع 24 من كبار الكتاب والمفكرين، وذلك بحضور حلمى النمنم وزير الثقافة، ووزيرى الثقافة السابقين جابر عصفور ومحمد صابر عرب، وعدد من أعضاء المجلس الأعلى للثقافة. وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية بأن هذا الاجتماع يأتى فى مستهل سلسلة من اللقاءات التى يعتزم الرئيس إجراءها مع مختلف القوى المصرية الفكرية والسياسية والاقتصادية، والتى تهدف إلى تحقيق مزيد من التواصل والتعاون للتصدى للتحديات وصياغة رؤية مستقبلية لمصر تقوم على أساس الحوار والمشاركة المجتمعية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس السيسى أكد - خلال تعقيبه على مناقشات الحضور - حرص الدولة على تحقيق التوازن المنشود بين الحقوق والحريات وبين الاعتبارات الأمنية الضرورية لاستقرار الدولة ومواصلة مسيرتها، أخذاً فى الاعتبار مسئولية الدولة عن مصير ومستقبل 90 مليون مصري. ونوّه فى هذا الصدد بأنه تم الإفراج عن أربع دفعات من المحبوسين بمبادرات من المجلس القومى لحقوق الإنسان، وشباب الإعلاميين.
وفى إطار أهمية دور المثقفين والمفكرين فى المشاركة فى قضايا الوطن، دعا الرئيس الحاضرين إلى تشكيل مجموعات عمل يضمون إليها من يرون من الخبرات المصرية للتباحث بشأن مختلف القضايا الوطنية والتحديات التى تواجه الدولة المصرية، مع طرح سبل التصدى لتلك التحديات على أرض الواقع.
وأوضح الرئيس أنه سيلتقى بالحاضرين بعد شهر لمناقشة ما تم التوصل إليه من توصيات فى هذا الشأن، مشدداً على إيمان الدولة المصرية بأهمية الحوار والمشاركة المجتمعية، ومنوهاً بأنه لا احتكار للسلطة فى مصر فرئيس الدولة ذاته هو ابن من أبناء مصر.
وأكد السيسى ضرورة إيلاء الاهتمام اللازم بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية لتوفير ظروف إنسانية أفضل لمحدودى الدخل والفئات الأولى بالرعاية مثل قاطنى العشوائيات، وذلك جنباً إلى جنب مع الحقوق المدنية والسياسية التى يتعين تنميتها وازدهارها.
ونوه بحرص الدولة على توفير فرص العمل، موضحا أن المشروعات التنموية التى تنفذها الدولة وفرت ما بين 2 إلى 3 ملايين فرصة عمل.
وشدد الرئيس على أن الدول لا تقوم إلا بالعرق والجهد، وانه حرص على مصارحة الشعب المصرى منذ البداية بصعوبة الواقع الاقتصادى فى مصر، والذى يقتضى تكاتف الجهود وتحمل الظروف الصعبة حتى تحقق البلاد مستقبلا أفضل. ونوه بأنه على الرغم من صعوبة الظروف الاقتصادية لمصر إلا أنها حافظت على استقرار القرار الوطني،
وراعت مصالح شعبها قبل أى اعتبار آخر.
وأشار إلى أن حرية الإعلام تستهدف منح هذا القطاع الحيوى الفرصة للتنظيم الذاتى والقيام بدوره الوطنى فى تلك المرحلة الدقيقة من مسيرة الوطن، منوها بأن العديد من الحاضرين يعملون فى هذا المجال وتتاح لهم الفرصة للتعبير عن رؤاهم وتوجهاتهم فى العديد من المنابر الإعلامية.
وقد أكد الرئيس أهمية دور المرأة المصرية الذى يحظى بكل احترام وتقدير، فضلاً عن مشاركتها الواعية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الصعيدين الداخلى والدولي. ونوّه بالمكانة السامية التى تتميز بها المرأة فى الإسلام الحنيف.
كان الرئيس السيسى استهل الاجتماع بالتأكيد على أهمية تجسير الفجوة بين التنظير والرؤى وبين الواقع العملى من أجل التمكن من تحويل الأفكار والمقترحات إلى سياسات على أرض الواقع.
ونوه بصعوبة الواقع الإقليمى الذى تشهده المنطقة فى الوقت الراهن وما يشكله ذلك من تحد يتعين تكاتف جميع القوى الوطنية للتغلب عليه من أجل تحقيق آمال وطموحات المصريين.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس السيسى استمع إلى رؤى ومقترحات الحضور والتى تناولت التأكيد على أهمية زيادة مشاركة القطاع الخاص والأحزاب السياسية والمنظمات غير الحكومية والنقابات المهنية فى جهود التنمية الشاملة، بما يدعم البعد التنموى لدور تلك المؤسسات.
كما لفت الحاضرون إلى أهمية دور الإعلام والعمل على ضبط الأداء الإعلامى وتصويب ما يشوبه من قصور فى الآونة الأخيرة، فضلا عن قيامه بإظهار الصورة الحقيقية والتعريف بالجهود التنموية التى تبذلها الدولة وما حققته من إنجازات فى هذا الصدد، مع التركيز على قضايا الوطن المحورية لتعريف المواطنين بالحقائق من منظور يستهدف تحسين الأداء والمساهمة فى دفع عملية التنمية.
ونوَه الحاضرون بأهمية تدارك مشكلة الاستقطاب والانقسام اللذين يهددان العديد من دول المنطقة، مشيرين إلى أنهما أصبحا يسودان مختلف مناحى الحياة فى العديد من دول المنطقة سواء على الصعيد السياسى أو الثقافى أو الديني. وأكد الحضور أهمية التصدى لجميع محاولات تهديد أو تقسيم الدول العربية.
وشدد الحاضرون على أهمية ضمان حرية الرأى والتعبير دون قيود، وتوفير بيئة مواتية لازدهار الفكر والثقافة بما يتناسب مع كون مصر دولة مدنية، منوهين إلى أن مصر كانت لها إسهاماتها الفاعلة فى صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وعدد من الاتفاقيات والمواثيق الدولية ذات الصلة.
وذكر السفير علاء يوسف أن الحضور أكدوا الصلة الوثيقة بين المشكلات الاقتصادية وبين تدهور السلوك الاجتماعى وانتشار الفكر المتطرف، منوهين بأن جهود الإصلاح الاجتماعى وتجديد الخطاب الدينى يتعين أن تتزامن مع التوصل إلى حلول عملية للمشكلات الاقتصادية. كما أكدوا أهمية النهوض بقطاعى الصناعة والزراعة فى مصر ومكافحة البطالة، فضلاً عن تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية.
الرئاسة والمثقفون.. تواصل مستمر
منذ توليه السلطة، يحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على الالتقاء بصفة دورية مع الفئات المختلفة من المجتمع، للاستماع إلى الأفكار والرؤى حول قضايا الوطن،ولعل أبرز هذه الفئات نخبة الكتاب والأدباء والمثقفين التى تشارك فى قيادة مسيرة الفكر والتنوير فى مصر، التى التقى عددا منها أمس، فضلا عن لقاءات سابقة سواء كانت فى فترة حكمه أو خلال حملته الانتخابية.
وفى نهاية عام 2014 وفى حوار اتسم بالمصارحة والمكاشفة مع نحو 25 أديبا ومثقفا ومفكرا، تعرف الرئيس على العديد من الرؤى والأطروحات الخاصة بالأوضاع الداخلية المصرية، وشواغل المجتمع المصري، مع التركيز على أهمية دور التعليم وقطاع الإعلام فى زيادة الوعي، ونشر الثقافة المعتدلة، ومكافحة الفكر المتطرف.
وقد أكد الرئيس خلال اللقاء ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة حتى ولو شابها بعض السلبيات التى يتم إصلاحها تدريجياً، ودون اتخاذ إجراءات عنيفة من شأنها زعزعة استقرار المجتمع. وأعرب عن توافقه فى الرؤى مع الحضور بشأن أهمية تطوير التعليم ودوره المحورى فى الارتقاء بالمواطن المصرى والمجتمع ككل، كما أكد حرص الدولة على مواصلة دورها فى إنتاج الأعمال الفنية الهادفة.
وقد نوه الحاضرون بأهمية تفعيل دور الشباب عبر المشاركة المجتمعية فى مختلف مناحى الحياة المصرية، على الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. كما أشاروا إلى أهمية أن تصبح الثقافة مشروعاً قومياً للدولة المصرية بما يمكنها من استعادة قوتها الناعمة عبر مختلف دروب الفنون والآداب. وقد شهد هذا اللقاء عدداً من المقترحات، من بينها إطلاق مشروع قومى للترجمة، وإيلاء مزيد من الاهتمام لحماية الآثار المصرية والتراث، وتفعيل دور قصور الثقافة وإعادة افتتاح دور العرض السينمائى بها مرة أخري، فضلاً عن أهمية تفعيل دور الدولة فى الإنتاج السينمائى والدراما التليفزيونية من خلال أعمال متوازنة تعرض لقضايا المجتمع المصرى وتسهم فى نشر التثقيف والإمتاع.
وفى بداية حملته الانتخابية، حرص الرئيس السيسى على الالتقاء بالمثقفين وأدار معهم حوارا موسعا أكد خلاله أن المفكرين والكتاب يشكلون الضمير والوجدان فى مصر وأن لهم دورا كبيرا فى تشكيل وقيادة الرأى العام فى مصر. وأضاف أن التحديات التى تواجه الوطن تحتاج إلى منظومة وعى حقيقية لدى كل مواطن مصري، وأننا نحتاج إلى خلق وعى حقيقى لدى المجتمع. وأشار إلى أن مصر لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى بعدما بات كيان الدولة على المحك.
وقال آنذاك إن هناك معادلة صعبة دائما تواجه الدولة، تتمثل فى كيفية تحقيق الأمن بدرجة كافية دون المساس بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشددا على أن فكرة الدولة العسكرية أو الدينية غير متاحة تماما فى الفترة المقبلة، وأن مستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصونا بنصوص الدستور والقانون.
كُتاب ومفكرون حضروا لقاء الرئيس
- جابر عصفور .
- محمد صابر عرب .
- فاروق جويدة
- يوسف القعيد.
- أحمد بهاء الدين شعبان.
- صلاح عيسى.
- ضياء رشوان
- فريدة النقاش .
- عبد الله السناوى.
- محمد سلماوى .
- وحيد حامد .
- إبراهيم عبد المجيد.
- محمد المنسى قنديل .
- يوسف زيدان.
- جلال أمين.
- يسرى الفخرانى.
- محمد المخزنجى.
- سيد يس.
- أحمد عبد المعطى حجازى .
- إقبال بركة.
- سكينة فؤاد .
- نبيل فاروق.
- لميس جابر.
- يوسف معاطى.